نعلم مليا أننا
نعيش عصرا استثنائيا انه عصر الثورة الالكترونية الفضائية فكل شيء لاسلكي وكل شيء
بضغطة زر وبأوامر ترسل عبر الفضاء و عبر الأثير.
فقد سيطر الانترنت
على مفاصل حياتنا اليومية من هاتف، إعلام وتلفزيون فأصبح كل واحد يعيش في فضائه
الالكتروني و أصدقاء إلكترونيين، بل و أصبح الزواج الكترونيا.والخطير في هذا كله
هو أننا وبمجرد أن يجهش أحد من أولادنا أو أطفالنا بالبكاء نسارع لإسكاته بالهاتف
المحمول أو باللوحات الالكترونية، والألعاب الالكترونية فنتركه يشاهد التلفاز لمدة
طويلة حتى أصبحنا ننتج جيلا مريضا نفسيا وبأمراض مختلفة كالتوحد ولا نفقه حجم
خطئنا حتى تقع الكارثة.
فالحياة اليوم تتغير ولا نعلم إلى الأحسن هيا أولى الاسوء فقد
أصبح الأثير الالكتروني هو المستعمر الجديد الذي يشغل كل علاقتنا ويتدخل في حياتنا
بدون أي دعوة حتى صرنا نقضي معظم وقتنا أمام الهاتف المحمول أو أمام الحاسوب أو
اللوحات الالكترونية ، فكل يوم تطبيق جديد وكل يوم نمط الكتروني متطور، فنتوجه نحوه
ونساير إيقاعه السريع. فأصبح لنا الفضول في معرفة كل ما هو جديد عبر الأثير
الفضائي أو الالكتروني، وأضحت جميع ممارساتنا اليومية تمر عبر هذه المحطة من تجارة،
مخابرة، تطبيب، تعليم وأكل. فأصبحت الثورة الالكترونية تشكل الحبل السري بيننا و
بين الحياة كافة.
وحتى الإعلام
اليوم تغير و اختلف فالصحافة الورقية تكاد
تنقرض, وتحولت معظم المؤسسات الإعلامية إلى
الفضاء الالكتروني الذي سهل عليهم التواصل مع العديد من القراء و المتتبعين,
والنقاد أيضا, بالإضافة إلى التجارة الالكترونية التي جعلت كل الشركات
التجارية تسوق منتجاتها وعلاماتها التجارية
و تعرضها للبيع بدون محل و بدون طبع إعلانات
أي اشهارية لينتشر الخبر في جميع أنحاء
العالم و بدون أي مسوق للمنتوج .
وفي الحقيقة نعلم أن
التطور من سنن الله في الكون ونعرف أننا نتطور فأصبحنا متقبلين وراضخين لهذه
الثورة الالكترونية بدون أدنى مقاومة ونحن لا نعلم ما مدى تأثير هذه الثورة على
حياتنا مهما كانت الطريقة أو الوسيط. فالمهم أننا ذاهبون للمستقبل والله اعلم.
الأزهاري رشيد
هل لديك اي استفسار أطرحه في تعليقات